Details
Nothing to say, yet
Details
Nothing to say, yet
Comment
Nothing to say, yet
الحمد لله منزل الكتاب وهازم الأحزاب والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد فلقد أكرم الله عز وجل هذه الأمة بالقرآن الذي فيه نبأ ما قبلها وخبر ما بعدها وحكم ما بينها وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قسمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتيم والذكر الحكيم والصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به ألسنة الضعفاء ولا يشبع منه العلماء لا يخلق عن كثرة الرد ولا تنتهي عجائبه من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم وقد وصفه الله عز وجل بأوصاف عظيمة منها أنه هدى للمتقين فقال عز وجل في كتابه ألف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين وهو هدى للناس فقال عز وجل في كتابه شهر رمضان الذي أنذل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان كما وصفه الله عز وجل بأنه روح تحيا بها القلوب وكذلك أحينا إليك روحا من أمرنا وهو الذي يهدي للطريق المستقيم ويحمل البشارات العظيمة إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما وهو الفرقان والنذير تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا كما وصفه الله عز وجل بأنه شفاء وهدى ورحمة فقال عز وجل في كتابه يا أيها الناس قد جاءتكم معظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ونحن في هذه الأيام في شهر رمضان الذي ابتدأ نزول القرآن الكريم فيه وكذلك فإن رمضان هو الذي أنزل فيه القرآن من اللوح المحكوظ إلى سماء الدنيا والثالثة أن جبريل كان يأتي للنبي عليه الصلاة والسلام في رمضان فيدارسه القرآن كل ليلة ورتب الله عز وجل الأجر العظيم والثواب الجزيل لمن تعلم القرآن وعلمه وجعلهم خير هذه الأمة وقال النبي عليه الصلاة والسلام خيركم من تعلم القرآن وعلمه وقال أيضا عليه الصلاة والسلام من قرى حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألف لا ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف وقد تسابق المتسابقون لهذا الفضل العظيم والأجر الجزيل والمكسب الكبير تطلعت النفوس إلى قراءته وحفظه وتطبيق أحكامه والعبرة بما فيه من قصص ومواعذ فترك العلماء قراءة الحديث وتعليم العلم وأقبلوا على المصحف وكان منهم من يختم كل ثلاث ليالي مرة وبعضهم كل ليلتين مرة وآخرون لهم في كل ليلة ختمة والسنة أن يختم القرآن في كل شهر مرة وإن استطاع ففي كل أسبوع مرة بل إن استطاع ففي كل ثلاث ليالي مرة وهذا القرآن سهل قراءته سريع حفظه ميسر أمره كما قال الله عز وجل ولقد يسرنا القرآن للذكر وتأمل في حال الصغار وكيف يسره الله عليهم قراءة وتلاوة وحفظا فشمر ويذب الله واحفظ كتابه ففيه الهدى حقا وللخير جامعه هو الذكر للملهوف والكنز والرجا ومنه بلا شك تنال المنافع به يهتدي من تاء في معمات الهوى به تتسلى من دهس الفجائع قال ابن القيم هجر القرآن أنواع هجر سماعه والإيمان به وهجر العمل به وهجر تحكيمه وهجر تذبره وهجر الاستشفاء في به في أمراض القلوب والأبدان وهذا داخل في قوله وقال الرسول يا رب إن قوم اتخذوا هذا القرآن مهدورا وقال شيخ الإسلام ابن تيمية والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به فإن لم تكن هذه همة حافظه لم يكن من أهل العلم والدين ومن أحسن صحبة القرآن وتلاوته وتدبر معانيه وتطبيق أحكامه فإن القرآن يصحبه وحتى يقوده إلى الجنة في درجاتها العالية كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتقي كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها وإذا يا أخي في الله الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوتك وسماعك واحضر حبور من يخاطبه به من تكلم به فإنه خطاب من له لك على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى إن في ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد أو ألقى السمع وهو شهيد قال عثمان بن عفان رضي الله عنه ولو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم وقال الحسن في نصيحة غالية يا ابن آدم والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك ويشتد في الدنيا خوفك وليكثر في الدنيا بكاؤك أما حال المنافقين والكسالى فإن حالهم كما قال أوس بن عبد الله نقض الحجارة أفون على المنافق من قراءة القرآن فاحرص أخي المسلم على الاستفادة من أوقاتك والزم نفسك الجد والمثابرة ولو رتبت لنفسك قراءة جزئين أو ثلاثة بعد كل صلاة لقرأت خيرا وجعلت وحزت فضلا عظيما وإذا كان قراءتك في المسجد فإن لك نصيبا من حديث النبي عليه الصلاة والسلام المسجد بيت كل تقى وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله في الجنة رواه وهذا الحديث صحيح صحاح الألباني في الترغيب والترهيب ولا تقتصر همتك على ذلك بل حرص أن تكون ذا همة عالية ممن يختم في كل ثلاث ليال أو أقل فإن هذه أيام فاضلة كان السلف يستغلونها ويقرؤون مثل ذلك وليكن لك قراءة في بيتك وطريقه واحذر مصاحبة الباطلين فارغ العقول والأوقات وقد أوصل النبي عليه الصلاة والسلام وبعض السلف أصحابه فقال إذا خرجتم من عندي فتفرقوا لعل أحدكم يقرأ القرآن في طريقه وماذا تجمعتم تحدثتم وعلى كل من استرعاف الله على رعيه أن يحفهم على قراءة القرآن ويشجعهم على حفظه ويجعل لهم الجوائز القيمة والعطايا السنية ليفوز بالأجر العظيم وليكون له مثل أدورهم فاجدالوا على الخير تفاعله ولتكون بيوتنا مثل بيوت سلف هذه الأمة لا تسمع فيها إلا أصوات القرآن والذكر اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وهمومنا وسائقنا ودليلنا إلى جناته جنات النعيم اللهم اصلح نياتنا وزرياتنا واغفر لنا وارحمنا ووالدينا وجميع المسلمين وتل الله وتلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين