الواقع

السير من أجل فلسطين أنا أستغرب أمام من يستغرب من الموقف الصهيوني الأمريكي الاستعماري نحن أمام مسلسل بدأ سنة 1991 أسميته بالحرب الحضارية الأولى وقلت أنا ذاك إنه مسلسل سيتواصل وسيأخذ أوصافا أخرى وأخيرا في اليابان تكلمت عن الحرب الحضارية الثانية وهي حرب أفغانستان وذلك في كتاب صدر لي باليابانية من مدة قصيرة ومن الناحية العربية هناك تسلسل في الاستسلام فمنذ كامب ديفيد إلى الآن والعالم العربي يعيش إيهانة من طرف القيادة العربية اتفاق كامب ديفيد كان خيانة مبريد خيانة أوزلو خيانة وهذا الكلام لم أقوله اليوم وإنما نشرته في عدد من المقالات وهي منشورة في كتاب القدس العربي استغرابي إذن هو من الناس الذين يستغربون إذا كانت الوضول موجودة وحين تنبث وتظهر كما هو الداء حين تظهر عوارضه نستغرب في الأخير لما يحدث أقول إننا جميعا مسؤولون ولكن مسؤولية القيادة العربية يجب أن لا ننساها وأذهب إلى أبعد من هذا وأنا أقول منذ زمن إن هناك فجوة بين الشعوب والقيادة العربية وصلت درجتها القصوى ولا يمكن لأحد أن يمتلك الحركة الشعبية التي تنزل إلى الشارع طبعا هي إدانة لإسرائيل والصيونية ولكن كانت إدانة للقيادة العربية واستنكار لتعاون ومساندة أمريكا للإجرام الإسرائيلي ما يحدث الآن هو شيء طبيعي والعالم العربي يتحرك في الشارع وحتى هذا الشارع مضبوط ومضمون ليس هناك حركة بالشارع العربي غير مخلوقة بوسائل الأمن وبقيادة سياسية تتحكم فيها كما تريد ولا يمكن للشعب أن يعبر عما بداخله وللأسف ليست فقط قيادة العالم العربي التي لا تفعل شيئا فأين الأمم المتحدة؟ إنها أداة استعمارية بيد الولايات المتحدة وهي عنصر أساسي للإستراتيجية الأمريكية الجديدة التي هي فاشية دولية أين هي جامعة الدول العربية التي دفنت؟ أين المؤتمر الإسلامي؟ أين مؤتمرات القمة؟ أين اليونسيف لتحمي أطفال فلسطين؟ ماذا يجب أن نعمله؟ في الواقع لو كانت لدينا ديمقراطية في البلدان العربية لما طرح هذا السؤال لأنه أنداك سيقوم لدينا ممتلون حقيقيون وشرعيون للشعوب وهم الذين يتصرفون بجهة ما يجب عمله يجب أن نتوجه إلى عين المشكل ونرى ما هي المقاصد الآن حان وقت العمل المسيرات والمظاهرات مهمة من الناحية النفسية للشعوب التي تعيش يوميا هذه المظاهر على شاشة تلفزة مهمة نسبيا بالنسبة للشعب الفلسطيني لكن هذا الشعب لا يؤمن بهذه المظاهرات أي واحد يتابع أخبار تلفزيون يرى رد فعل بعض فلسطينيين المسألة ليست مسألة مظاهرات ومسيرات ونقول انتهى الأمر لقد أعطيت للشعب فرصة ليعبر عن نفسه ثم تعود إلى خطتك قيادة الدول العربية ما زالت مساندة للسهيونية ضمنيا لسببين الأول أنها تخشى التحرر الحقيقي في فلسطين لأن تحرر فلسطين يعني تحرر باقي العالم العربي الثاني أنها تخشى على مكانتها لأنه ليس هناك حكومة عربية أو نظام عربي يستطيع البقاء في الحكم مجتمعيا بدون مساندة الولايات المتحدة وأحيانا حتى مساندة ضمنيا للسهيونية هذا هو المشكلة بالتحديد