Details
خمن من الكاتب أو ما الكتاب؟ https://t.me/MeemAdam
Big christmas sale
Premium Access 35% OFF
Details
خمن من الكاتب أو ما الكتاب؟ https://t.me/MeemAdam
Comment
خمن من الكاتب أو ما الكتاب؟ https://t.me/MeemAdam
وصلت فيينا بعد وفاة والدتي خالية الوفاة، ولكن قلبي كان عامرا بالإيمان، فما تركت لليأس سبيلا إلى نفسي، وصممت وأنا أدخل المدينة الكبيرة على الاتحاق بقسم هندسة المعمار مهما يكن الثمن. وما كنت لأجهل أنه ينضغي لي أن أعمل لأعيش إلى جانب انتبابي على الدرس والتحصيل، وإني لأحمد اليوم العناية التي وضعتني وجها لوجه أمام قصوة القدر وأنا بعد طري العود، وجعلتني أذوق مرارة العوذ بعد أن قذفتي إلى عالم المحرومين، متيحة لي أنا البرجوازي النشأة أن أعايش الذين وجدتني فيما بعد مناضلا في سبيلهم، ومن أجل رفع مستواهم. وفي بيانا، مدينة له يولى مبالاة، قضيت أنا أشقى أيام حياتي، خمس سنوات لم أذوق خلالها طعم الراحة، بدأت العمل معاون بناء ثم دهانا لأحصل كفافي ولآمن غائلة الجوع، هذا الرفيق الذي كان يأذى عني انفكاكا ويشاطرني كل شيء، فإذا اشتغيت كتابا، وقف الجوع ببابي يوما كاملا، وإذا حضرت حفلة أو شاهدت مسرحية ما، لازمني الجوع يومين، وكان الكتاب سمير الوحيد، وبفضل المطالعة، خزنت معلومات وأهراء تبلورت مع الزمن، ورحت من ثم أتمخض بنظريات اتخذت منها فيما بعد أساسا للعمل. وككل غريب كنت أسعى في طلب العيش بعرق الجدين، فقد تحرت من الكبرياء ومركبات النقص والخوف من الشامثين، يقينا مني بأن العمل مهما كان نوعه، فإنه يشرف العامل، وسرعان ما أدركت أن العثور على عمل أيسر من الاحتفاظ به، وأن خيبة الأمل تنتظر الذين يهجرون القرية ويهبطون إلى العاصمة في طلب العيش الهنيئ الهيّم.