Details
Nothing to say, yet
Details
Nothing to say, yet
Comment
Nothing to say, yet
أفضل العبادات أهل مقام إنياك معبد لهم في أفضل العبادة وأنفعها وأحقها بالإيثار والتخصيص أربعة طرق وهم في ذلك أربعة أصناف الصنف الهول عندهم أنفع العبادات وأفضلها أشقها على النفوس وأصعبها قالوا لأنه أبعد الأشياء من هواها وهو حقيقة التعبد والأجر على قدر المشقة وهؤلاء هم أهل المجاهدات والجور على النفوس الصنف الثاني قالوا أفضل العبادات وأنفعها التجرد والزهد في الدنيا والتقلل منها غاية الإمكان وإطراح الاهتمام بها وعدل الاكتراث بكل ما هو منها قال الصنف الثالث رأوا أن أفضل العبادات وأنفعها ما كان فيه نفع متعد فرأوه أفضل من ذي النفع القاصر فرأوا خدمة الفقراء إتغالي بمصالح الناس وقضاء حوادثهم ومساعدتهم بالمال والجاه والنفع أفضل فتصدّوا له وعملوا عليه واحتجوا بأن عمل العابد قاصر على نفسه وعمل النفاع متعد إلى الغير وأين أحدهما من الآخر قالوا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي ابن أبي طالب رضي الله عنه لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من عمري آنعم وهذا التفصيل للنفع المتعد قال الصنف الرابع قالوا إن أفضل العبادة والعمل على مرضات الرب تعالى في كل وقت بما هو مقتضي ذلك الوقت ووظيفته فأفضل العبادة في وقت الجهاد وإن آل إلى ترك الأوراق من صلاة الليل وصيام النهار بل ومن ترك إتمام صلاة الفرد كما في حالة آل أمن والأفضل في وقت حضور الضيف مثلاً القيام بحقه والاستغال به عن الورد المسحب وكذلك في هداء حق الزودة والأهل والأفضل في وقت استرشاد الطالب وتعليم الجاهد الإقبال على تعليمه والاستغال به والأفضل في أوقات السحر الاستغال بالصلاة والقرآن والدعاء والذكر والاستغفار والأفضل في وقت الأباك ترك ما هو فيه من ورد والاستغال كتابة المؤذن والأفضل في أوقات الصلوات الخامس الجد والنصف إيقاعها على أكمل الوجوه والمتابرة إليها في أول الوقت والخروج إلى الجامع وإن بعد كان أفضل والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج إلى المساعدة بالجاه أو الفدن أو المال الاستغال بمساعدته وإضافة لحفته وإيثار ذلك على أورادك وخلوة والأفضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب والهمة على تدبره وتفهمه حتى كأن الله يخاطبك به فتجمع قلبك على فهمه وتدبره والعزم على تنفيذ أوامره أعظم من جمعية قلب من جاءه كتاب من السلطان أعلى ذلك في وقت الوقوف بعرفة الاجتهاد في التضرر والدعاء والذكر الطوم المضعف عن ذلك أفضل في وقت مرض أخي كالمسلم أو موت عيادته وحضور جنازته وتشيعه وتقديم ذلك على خلوتك وجمعيتك والأفضل في وقت نزول النوادر وآذى الناس لك آذى واجبة صبري مع خلطتك به دون الهرب منهم فإن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يفزونه خلطتهم في الخير فهي خير من اعتزالهم فيه وعزنتهم في الشر فهو أفضل من خلطتهم فيه فإن علم أنه إذا خالطهم آذى له أو قلله فهو خير من عزلتهم فالأفضل في كل وقت وحال إيثاء مرضات الله في ذلك الوقت والحال والاشتغال بواجب ذلك الوقت ووظيفته ومبطلاه وهؤلاء هم أهل التعبد المطلق والأصناف قبلهم أهل التعبد المقيد فمتى خرج أحدهم عن الفرع الذي تعلق به من العبادة وفارقه يرى نفسه كأنه قد نقص وترك عبادته فهو يعبد الله على وجه واحد والتعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يغسره على غيره بل غرضه تتبع مرضات الله تعالى أين كانت فمذارة عبده عليها فهو لا يزال متنقلا في منازل عبودية كلما رفعت له منزلة عاملة على سيره إليها واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى فهذا ذأبه في السير حتى ينتهي سيره فإن رأيت العلماء رأيته معهم وإن رأيت العباد رأيته معهم وإن رأيت المجاهدين رأيته معهم وإن رأيت الذاكرين رأيته معهم وإن رأيت المتصدقين المحسنين رأيته معهم فهذا هو العبد المطلق الذي لم تملكه الرسوم ولم تقيده القيود ولم يكن عمله على مراد نفسه وما فيه لذتها وراحتها من الإباذات بل على مراد ربه ولو كانت راحة نفسه ولذتها في سواه فهذا المتحقق به إياك نعبد وإياك نستعين حقا القائم بهما صدقا ملبته ما سهي ومأكله ما سيطر واشتغاله بما أمر به في كل وقت بوقته ومجلسه حيث انتهى ووجده خاليا لا تملك إشارة ولا يقيده قييد ولا يستولي عليه رسم حر مجرد دائر مع الأمر حيث دار يدين بذين الآمر أن توجهت ركائبه ويدور معه حيث استقلت مظاربه يعنس به كل محق ويستوحش منه كل مبتل كالغيث حيث وقع نفع وكالنخلة لا يسقط ورقها وكلها منفعة حتى شوكها وهو موضع الغبذة منه على المقالفين لأمر الله والغضب إذا انتهت محارب الله فهو لله وبالله ومع الله قد صحب الله بلا خلق وصحب الناس بلا نفس بل إذا كان مع الله عزل الخلاق وتخلى عنهم وإذا كان مع خلقه عزل نفسه وتخلى عنها فواهن له ما أغربه بين الناس وما أشد وحشته منهم أعظم أنته بالله وفرحه وتمغنينته به وتكونه إليه والله المستعان وعليه التكلام