Alexeer 01- مقدمة

مقدمة الحمد لله الذي أقرم عزازه بالسلوك إليه وتفضل عليهم بمعرفة الطريق والسير عليه ثم الصلاة والسلام على إمام السالكين وخاتم النبيين وعلى من تبعه من الصالحين أما بعد فإن السائر إلى الله تعالى مفتخر في سيره إلى ما يصلح قلبه ويزكيه ويوقظه من غفلته ويرقيه وليزال السائر بذلك مشتغلا حتى ينتهي آوان العمل وتحل به ساعة الأجل فيجد عند ذلك سعية يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم فمن سلم قلبه من شوائبه هنا نجاه الله هناك ومن أمله هناك عاقبه الله هناك وإن من أعظم ما يعين على سلامة القلب وتهارته سفر القلب في كتب الرقائق وإصلاح النفوس تلك التي خطتها أنامل سلف الأمة بمداد الكتاب والسنة ومن أمثل تلك الكتب وأحسنها وأبرقها وأبقنها كتاب مدارس الثانكين للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله وقد جاب الله فيه على مؤلفه فأجاب وفتح له فيه فأفاد حتى صار للعبد واسطة وللمسكي قاتمة فأضحى بين كتب المؤلف مقدما وسابقا وإماما وسائقا وقد من الله علينا بكتاب تقريب مدارس الثانكين الذي يعد تهذيبا لكتاب المدارس من كل ما ليس له صلة بأصل موضوع الكتاب ومقصده الرئيس هلا وهو أعمال القلوب والمنازل التي يرتقي فيها العبد مراقيا عبودية واليوم نقدم لعموم القراء كتاب الإكسير وهو تهذيب للتقريب يقع في سلسة تقريب من حيث الحجم انتقيناه ليكون ترياطا إيمانيا مجتملا على مقاصد كتاب مدارس السابقين راضين أن يصح عليه ما قال ابن القيم الإكسير الكيماوي الذي إذا وضع منه مثقال ضرة على قناطير من نحاس الأعمال قلبها ذهب