Details
Nothing to say, yet
Details
Nothing to say, yet
Comment
Nothing to say, yet
كم مرة يمكن للشمعة نفسها أن تشتعل وتنطفي كلما هبت رياح العشق؟ وكم مرة يمكننا أن نتحدى المستحيل ونغب بتوازن على ذاك البتيل دون أن نشعب له بالحريق الأول؟ دون أن نصرخ؟ دون أن نتألم مرة أخرى؟ على كل خيط غفير أسود، سمعار سلم نفسه لغدر الحرائق وراح يرقص. للموسيقى، للفن، وحدها النار ترسم خطواته، ثارة يرفع قدمه ويدور عكس عقهرب الزمن، وأخرى يتمايل ارتضاما دون أن يلمس الأرض تماما. وفي الغرفة المظلمة، هناك من جلس بعينين احترق الشوغ في همر، مكتفيا بنور شمعة وعلبة صغاب. صاحبها يدري تماما أن ليعوض الصغاب نغما لا ينافسه عود، يخترب بحذر ويغبر أن يخود التجربة، يخافر بك ويشعلها. وأنت تبدأ رقصا لا لأنك تريد أن تجبع رغبته، لا لأنك تهو الموسيقى على أكمل وجهه، بل لأنه وسط النار والحرائق الشاهقة لا بد لك أن ترقص بجنون، وترقص وترقص، وإلا فستغ عرضا. ثم من ربط غدره بإنسان على متن شمعة، وغرر من جديد أن يتخذك حبيبا، وهنا ميرون روما ينتحر غيزا. فذاك الذي أشعل آلاف الأوراق والكتابات مستطاع يوما أن يشعل امرأة، كيف؟ لست أدري، أما عاشغك فبقوة الحب يشعل الدنيا، يخترب بشفتيه ويبوء قوة أنفاسه يخسم أن يخطلك غبلة غبلة، فتبتسم ساخرا وكأن الموت يعنيك، وحينها تدري الشريط الفاصل بين الجنة والنار، مهما كسرت الحرائق ليس سوى غبلة، يبلغ زرودي ويحين وقت النعاس، فينفخ تجاه عينيك لتزودك ورغة تطاردها الريح، وتمضي الليل بعد ملود تصلغي لا على الشمعة، وتنتظرك يأتي أخيرا ويبضع العرض من جديد، متى يأتي؟ لا تسأل، لن يأتي، وفجأة زعت زمن، تفرق علبة صغابه من الكلمات، ويغرر أنه ما عاد لإمكانه أن يحشى، ويحترب أنه ملك واستسلم، وفي لحظة جنون جهنمية، يحمل الشمعة التي اتخذ منها وطنه صانعا بها أجمل أيام حياته، ويرميها خارجا تحت المطر، تبا، وتلفز عن أنفاسك الآخرة، يزع الدخان عشغك إلى سماء أخرى، وفي بادك ذكراه يحترق، إنه الحب، أن تشتعل كل يوم بإسلوب جديد للرغبة والمدعى، أن ترغس على واقع مار، وتتكلم لغات منغرضة، الحب؟ هو أن تتغذى من عودة صغابه تعدها عودا بعد آخر نحو موتك البطيء، هو أن تعلن انتمائك السري لشفاه من تحب، وأن تحترف أن لا موت أسرع من الانتحار في عينيه، وهو أن تزغط متألغا حين يرميك خارجا دون أن تسأل، وتبتخر بنفسك ضحية الحرائق والرياح والشجر، وأن تخبر العشاغ جميعا عن تجربتك والنار، وتهمس لهم احزر الشتاء، وشمعت العشغين أطفاء المطر، ماتت أبدا، كنت تغبلها بأنفاسك على مغرب من شفتيها، كنت تغبلها بنظراتك على مغرب من جسدها، في غلب متصدع الجدران على مغرب من قلب صلط، حلمت بها تغبلك، حلمت بها تقول أحبك، حلمت بها تعود إليك، إذن، كانت هي حلمك، قد تذكر غول يوما، وحدها الأحلام لا تتحقق، قد تذكر غول يوما، هنيئا لنا بأحلام تبغينا إلى أمد الحياة، هنيئا لنا بأحلام نرسمها، نرغصها، نكتبها على صفحات، هنيئا لنا بأحلام تحولنا إلى أموات، وهنا اليوم بعد أن افترقنا، أمشي بضيافة المطر عند مفترق الغدر، أمشي على جسد الزاكرة، أتنظر ببطء خوفا من أن ألمس جراحي، خوفا من أن أتألم مرة أخرى، عندما نمر على أجسادنا في مغبرة الزاكرة، علينا أن نحرص على اللانوغزة، فأن اللغزة تعني الاشتياغ، تعني اللوعى، وتعني الألم والعذاب من جديد، في مغبرة الزاكرة علينا توقف الحزر، علينا أن نغرأ الفاتحة، ونغدس ونرحى المسرعين، إنها المغابر، بعيدنا دوما إلى زاكرة الأشياء، أنا أكن احتراما كبيرا للهندوس والبوزين، لأنهم يوم توقف بوزا لم يضعوه في صندوق، إنما أحرقوه وحولوا جسده إلى رماد، ورموه في البحار، هناك بعيدا عن زاكرة الأشياء، لألا إنه اليوم زكراه في أكثر من كتاب، ولذلك سأكتبك زكرة في كتاب حزرا من الانتهاء، أتساءل الآن، لماذا وضحتني غدرا بينكما؟ لماذا استينتني بين صحاب هذه الغصة؟ لماذا أردتني أن أصطف بطلا إلى جانبكما؟ عذرا، بدءا سأحترف، غصتي لا تحمل أبطالا، تحمل فقط إناسا عادوا دوما بالانكسار، تحمل من تخلط عنهم بطاقات هوياتهم، فأصبحنا لا نملك أسماء، لكنني اليوم عندما أذكر إسمك، سأرقد بعيدا عن الأشياء، بعيدا عن المباني الدخمة والجبال أيضا، هناك أسماء كالغوانين الطبيعية، عندما تفرض نفسها كأنها زلازل وبراكين