Details
Nothing to say, yet
Details
Nothing to say, yet
Comment
Nothing to say, yet
منزلة الإيثار منزلة الإيثار قال الله تعالى في مبحي الاهل ويكثرون على أنفسهم ولو كان بهم حصاصة فالإيثار ضد الشفح فإن المؤثر على نفسه تارك لما هو محتاج إليه قال عبد الله إبن المبارك رحمه الله سخاء النفس عما في أيد الناس أفضل من سخاء آل نفس بالبدل وهذا المنزل هو منزل الجود والسخاء والإحسان وسمي بمنزل الإيثار لأنه أعلى مراتبه فإن المراتب ثلاث أحدها ألا ينقصه البدل ولا يصعب عليه فهو منزل السخاء الثانية أن يعطي آل أكثر ويبقي له شيئا أو يبقي مثل ما أعطى فهو الجود أن يؤثر غيره بالشيء مع حاجته إليه فهو مرتبة الإيثار وعكسها الآثرة وهو الستنار وهو استثاره عن نفسه بما هو محتاج إليه وهي المرتبة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار رضي الله عنهم إنكم ستلقون بعدي آثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحمود وكان قيس ابن سعد ابن عبادة رضي الله عنه من الأجواد المعروفين حتى إنه مرض مرة فصدأ إخوانه في العيادة فسأل عنهم فقالوا إنهم يستحيون مما لك عليهم من الدين فقال أخذ الله مالا يمنع إخوانه من الزيارة ثم أمر مناديا ينادي من كان به قيس عليه مال فهو منه في حل فما آمس حتى كسرت عتمة بابه لكثرة من عاد فتأمل سر التقدير حيث قدر الحكيم الخبير سبحانه استئثار الناس على الأنصار بالدنيا وهم آهل الإيثار ليجازيهم على إيثارهم في الدنيا على أنفسهم بالمنازل العالية في جنات عدن على الناس فيظهر حينئذ صدلة إيثارهم ودرجته ويغضبهم من يستأثر عليهم بالدنيا أعظم أو ضبطة وذلك فضل الله يتيه من يشاء والله بالفضل العظيم فإذا رأيت الناس يستأثرون عليه مع كونك من أهل الإيثار فاعلم أنه الخير يراد بك مراتب الجود والجود عشر مراتب إحداها الجود بين النفس وهو أعلى مراتبه كما قال الشاعر يجود بين النفس إذ ظن البخيل بها والجود بين النفس أقصى غاية الجود الثانية الجود بالرياسة وهو ثاني مراتب الجود فيحمل جواد الجود على امتهان رياسته والجود بها والإيثار في قضاء حاجات الملتمس الثالثة الجود براحته ورفاهيته وإجمام نفسه فيجود بها تعبا وكدا في مصلحة غيره ومن هذا جود الإنسان لنومه ولذته لمسامره كما قيل متيم بالندى لو قال سائله متيم بالندى لو قال سائله فإئله هبلي جميع قرى عينيك لم ينمي الرابعة الرابعة الجود بالعلم وبذله ومن الجود به أن تبذله لمن لم يسألك عنه بل تطرح عليه طرحا ومن الجود به أن تسائل إذا سألك عن مسألة وقصيت لها جوابها جوابا شافيا لا يكون جوابك له بقدر ما تدفع به أضطرورة كما كان بعضهم يكتب في جواب آل الفتية نعم أو لا مبتسرا عليها وقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك همرا عجيبا كان إذا سئل عن مسألة حكمية ذكر في جوابها مداهب الأئمة الأربعة إذا قدر عليه ومأخذ الخلاف وترجيح القول الراجح وذكر متعلقات المسألة التي ربما تكون أنفع للسائل من مسألته فيكون فرحه بكل المتعلقات واللوازم أعظم من فرحه بمسألته الخامسة الجود بين نفعي بالجاه الجود بين نفعي بالجاه كالشفاعة والمشي مع الرجل إلى ذي سلطان ونحوه السابسة الجود بينفعي بدا على اختلاف أنواعه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يصدق على كل سلامي إن أحدكم صدق كل يوم تطلع فيه آشم يعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل في ذابته فتحمله عليها أو يرفع له عليها مساعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة يمشيها الرجل إلى الصلاة صدقة ويميت آل أذى عن طريقي صدقة السابعة الجود بالعرض كجود هبي ضمضم من أصحابه رضي الله عنه كان إذا أصبح قائل اللهم إنه لا مال لي فأتصدق به على الناس وقد تصدقت عليهم بأرضي فمن شتمني أو قذفني فهو في حل من سلامة الصبر وراحة القل والتخلص من معادات الخلق ما فيه الثامنة الجود بالصبر والاحتمال والإغضاء وهذه مرتبة شريفة من مراتبه وهي تنفع لصاحبها من الجود بالمال فمن صعب عليه الجود بماله عليه بهذا الجود فإنه يجتني فإنه يجتني مرتبه الحميدة في الدنيا قابل الآخرة وهذا الجود الفتوى التافع الجود بالخلق والبشر والبصة وهو فوق الجود بالصبر والاحتمال والعفو وهو الذي بلغ بصاحبه ترجة الصاهم الغاهم بعد لا يمكنه أن يفع الناس بماله ويمكنه أن يفعهم بخلقه واحتماله العاشرة الجود بطرفه ما فيه أيدي الناس عليهم فلا يلتفت إليهم ولا يستشرف له بقلبه ولا يتعرض له بحاله ولا لسانه وهو الذي قال عبد الله ابن مبارك إنه من جود البثل ولكل مرتبة من مراتب الجود مزيد وتأثير خاص في القلب والحامل والله سبحانه قد ضمن المزيد للجواد والإتلاف للممثل والإتلاف للممثل والله المستعان