Details
Nothing to say, yet
Details
Nothing to say, yet
Comment
Nothing to say, yet
منزلة الاستقامة قال الله تعالى إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم تعادون سؤال صديق الأمة وأعظمها استقامة أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن الاستقامة فقال أن لا تشرك بالله شيئا يريد الاستقامة على محل التوحيد وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي ولا تروها عواغان السعادة وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول استقاموا على محبته وعبوديته ألم يتفت عنه يمنة ولا يصرة وفي صحيح مسلم عن سفيانة بن عبد الله قال قلته يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك قال قل آمنت بالله ثم استقم وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن والمطلوب من العبد الاستقامة وهي السداد فإن لم يقدر عليها فالمقاربة فإن نزل عنها فالطفيط والإضاعة كما في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يترمدني الله برحمة منه وفضله فجمع في هذا الحديث مقامات الدين كلها فأمر بالاستقامة ويستدادوا والإصابة في النيات والأقوال والأعمال وأخبر في حديث الثوبان أنهم لا يطيقونها فنقلهم إلى المقاربة وهي أن يقربوا من الاستقامة بحسب طاقتهم كالذي يرمي إلى الغرض فإن لم يصله يقاربه ومع هذا فأخبرهم أن الاستقامة والمقاربة لا تنجي يوم القيامة فلا يركن أحد إلى عمله ولا يعجب به ولا يرى أن نجاته به بل إنما نجاته برحمة الله وعفوه وفضله فالاستقامة كلمة جامعة هاخبة بمجامع الدين وهي القيام بين يدي الله على حقيقة السدق والوثاء بالعهد والاستقامة تتعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات فالاستقامة فيها وقوعها لله وبالله وعلى أمر الله قال بعض العارفين كن صاحب الاستقامة لا طالب الكرامة فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة وربك يطالبك بالاستقامة وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول أعظم الكرامة لزوم الاستقامة والسلف يذكرون أصلين الاستقامة وهم الاقتصاد في الأعمال والاعتصام بالسنة فإن الشيطان يشم قلب العبد ويختبره فإن رأى فيه داعية للبدعة وإعراضا عن كمال الانقياد للسنة أخرجهم عن الاعتصام بها وإن رأى فيه حرصا عليها وشدة طلب لها لم يظفر به مما باقتطاعه عنها فأمره بالاستهاد والجور على النفس ومجاوزة حد الاقتصاد فيها قائلا لا إن هذا خير وطاع وزيادة والاجتهاد فيها هولى فلا تفطر مع أهل الفطور ولا تنم مع أهل النوم فلا يزال يحسه ويحرز حتى يخرجه عن الاقتصاد فيها قال بعض السلف ما أمر الله بأمر إلا والشيطان فيه نزعثان إما إلى تفريط وإما إلى مجاوزة وهي الإفراط ولا يباني بأيهما تفر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله ابن عمر بن العاص رحمه الله يا عبد الله ابن عمر إن لكل عامل شر ولكل شرة فطرة فمن كانت فطراته إلى سنة آفلح ومن كانت فطراته إلى بدعة خاب وخسر قال له ذلك حين آمره بالاقتصاد في العمل فكل الخير في الاجتهاد باقتصاد فكل الخير في اجتهاد باقتصاد وإخلاص مقرون بالاتباع