Home Page
cover of Alexeer 18-  منزلة الاخبات
Alexeer 18-  منزلة الاخبات

Alexeer 18- منزلة الاخبات

Mohamed Ahmed

0 followers

00:00-06:46

Nothing to say, yet

0
Plays
0
Downloads
0
Shares

Audio hosting, extended storage and much more

AI Mastering

Transcription

منزلة الإخبات منزلة الإخبات قال تعالى وَمَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ثم كشف عن معناهم فقال الَّذِينَ إِذَا تُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِ الصَّلَاةِ وَمِنَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وقال إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا قَالِدُونَ قال خبط في أصل اللغة المكان المنخفض من الأرض وبه فصره ابن عباس رضي الله عنه قال مجاهد رحمه الله لطل المخبتين وقال هم المتواضعون قال مجاهد رحمه الله المخبت المطمئن إلى الله عز وجل لما كان الإخباس أول مقام يتخلص فيه السالك من التردد والسالك مسافر إلى ربه سائر إليه على مدى أنفاسه لا ينتهي سيره إليه ما دام نفسه يصبه شبع فصول الإخباس له بالماء العذب الذي يرده المسافر على الضمء وحاجة في أول مناهله فيرويه مورده ويزيل عنه خواطر تردده في إتمام سفره أو رجوعه إلى وطنه لمشقة السفر فإذا ورد ذلك الماء زال عنه التردد وخاطر الرجوع فلك السالك إذا ورد مورد الإخباس تخلص من التردد والرجوع ونزل أولى نازل الطمأنين لسفره وجد في سيره وعلم أنه مت سقرت قدم العبد في منزلة الإخباس وتمكن فيه ارتفع ثمةه وعلت نفسه عن خطفات المت والذنب فلا يفرح بمتهي الناس ولا يحزن لذنبهم هذا وصف من خرج حظ نفسه وتأهل للفناء في عبودية ربه وصار قلبه مطرحا لأشعة أنوار الأسماء والصفات وباشر حلاوة الإيمان ولطين قلبه والوقوف عند متهي الناس وذنبهم علامة انقطاع القلب وخلوه من الله وأنه لم تبشره روح محبته ومعرفته ولم يذق حلاوة التعلق به والطمأنينة إليه فصاحب هذا المنزل لا يرضى عن نفسه وهو مبغض لها متمن لمفارقةها والمراد بالنفس عند القوم ما كان معلوما من أوساط العبد مذموما من أخلاقه وأفعاله سواء كان ذاتك كثبيا له أو خلطيا فهو شديد لا ائمة لها وهذا أحد التأويلين في قوله تعالى ولا أقسم بالنفس اللوامة قال سعيد بن جبير وعكرمة تلوم على الخير والشر ولا تصبر على الفراء ولا على الضراء فإنه من قواعد القوم المجمع عليها بينهم التي اتفقت كلمة أولهم وآخرهم ومشقهم ومبطلهم عليها أن النفس حجاب بين العبد وبين الله تعالى وأنه لا يصل إلى الله حتى يقطع هذا الحجاب كما قال أبو يزيد رأيت رب العزة في منا فقل ربي كيف الطريق إليه فقال خل نفسك وتعال فالنفس جبل عظيم شاق في طريق السير إلى الله وكل سير فلا طريق له إلا على ذلك الجبل فلا بد أن ينتهي إليه ولكن من هو شاق عليه ومنهم من هو سهل عليه وإنه ليسير على أن يسره الله عليه وفي ذلك الجبل أوضية وشعوب وعقبات ووهود وشوك وعوسج وعليق وشبرق ولصوص يقطعون الطريق على السائرين ولا فيما أهل الليل المدلجين فإذا لم يكن معهم عدد الإيمان ومصابيح ريقين تتقض بزيت الإخفاء وإلا تعلقت بهم تلك الموانع وتشبثت بهم تلك القواطع وحالت بينهم وبين السير وأكثر السائرين منه رجعوا على أعقابهم لما عجزوا عن قطع واضطحام عقبته والشيطان على قلة ذلك الجبل يحذر الناس من صعوده وارتقاءه فيتفق مشقة ذلك الجبل وفعود ذلك المخوف على قلةه وضعف عزيمة السائر ونيته فيتولى من ذلك الانقطاع والرجوع والمعصوم من عصمه الله وكلما رقي السائر في ذلك الجبل سد به الصياح القاطع وتحذيره وتخيفه فإذا قطعه وبلغ قلةه فإذا المخاوف كلهن أمانوه وحينئذ يسهل السير وتزول عنه عوارض الطريق ومشقة عقباتها ويرى طريقا واسعا آمنا به المنازل والمنافل وعليه الأعلام وفيه الإقامات قد أعدت لرب الرحمن فبين العبد وبين السعادة والفلاح قوة العظيمة وصبر ساعة وسداعة نفس وتبات قلب والفضل بيد الله يتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم

Listen Next

Other Creators