Details
Nothing to say, yet
Big christmas sale
Premium Access 35% OFF
Details
Nothing to say, yet
Comment
Nothing to say, yet
فَإِذَا صَحَّتْ فِكْرَتُهُ أَوْجَبَتْ لَهُ الْبَصِيرَةُ فَهِيَا نُورٌ فِي الْقَلْبِ يُبْسِرُ بِهِ الْوَعْدَ وَالْوَعِيدِ وَالْجَنَّةَ وَالْنَّارِ وَمَا وَعَضَ اللَّهُ فِي هَذِهِ لِأَوْلِيَائِهِ وَفِي هَذِهِ لِأَعْدَائِهِ فَأَبْصَرَ النَّاسَ وَقَدْ خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمْ مُفْطَعِينَ لِدَعْوَةِ الْحَقِّ وَقَدْ نَزَلَتْ مَلَائِكَةِ السَّمَاوَاتِ فَأَحَاقَطْ بِهِمْ وَقَدْ جَاءَ اللَّهُ وَنَصَطَ كُرْفِيَهُ لِفَصْلِ الْقَضَىٰ وَقَدْ أَشْرَقَتْ الْأَرْضَ لِنُورِهِ وَوُضِعَ الْكِتَابِ وَدِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقَدْ نُصِبَ الْمِيزَانِ وَتَطَايرَتِ الصُحُفِ وَجِثَمَعَتِ الْخُصُومِ وَتَعَلَّقَ كُلَّ غَرِيمٍ بِغَرِيمِهِ وَلَاحَ الْحَوضُ وَأَكْوَابُهُ عَنْ كَثَبٍ وَكَثُرَ الْعَطَاشِ وَقَلَّ الْوَارِدِ وَنُصْبَ الْجِسْرِ لِلْعُبُورِ عَلَيْهِ وَلُزَّ الناسُ إِلَيْهِ وَقُسِّمَتِ الْأَنْوَارُ دُونَ ظُلْمَتِهِ لِلْعُبُورِ عَلَيْهِ وَالنَّارَ يَحْصِنُ بَعْضُهَا بَعْضًا تَحْتَهُ وَالْمُتَصَابِتُونَ فِيهَا أَضْعَافُ أَضْعَافُ النَّادِينَ فَإِنْ فَكِرُ فِي قَلْبَهُ عَيْنٌ يَرَى بِهَا ذَلِكُ وَيَقُومُ بِقَلْبِهِ شَاهِدٌ مِنْ شَوَاهِدِ الْآخِرَةِ يُرِيِّهِ الْآخِرَةَ وَدَوَامَهَا وَيُمْيَا وَفُرَعَتْ إِنْ قِضَاءَهَا فَالْبَصِيرَةُ نُورٌ يَخْذِفْهُ اللَّهُ فِي الْقَلْبِ يَرَى بِهِ حَقِيقَةَ مَا أَخْذَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ كَأَنَّهُ شَاهِدَ رَأْي عَيْن فَيَتَحَقَّبْ مَعَ ذَلِكَ انْتِفَاعَهُ بِمَا دَعَتْ إِلَيْهِ الرُّسُلُ وَتَضَرُّهُ بِمُخَالَفَتِهِمْ وهذا معنى قول بعض العارفين البصيرة تحقق الانتفاع بالشيء والتضرر به وقال بعضهم البصيرة ما خلصتك من الحيرة إما بإيمان وإما بعيان والبصيرة على ثلاث درجات من استكملها فقد استكمل البصيرة بصيرة في الأسماء والصفات وبصيرة في الأمر والنهي وبصيرة في الوعد والوعيد فالبصيرة في الأسماء والصفات ألا يتأثر إيمانك بشبهة تعارض ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله بل تكون الشبه المعارضة لذلك عندك بمنزلة الشبه والشكوك في وجود الله فكلاهما سواء في البطلان عند أهل البصائر وعفد هذا أن يجهد قلبك الرب تدارك وتعالى مستويًا على عرشه متكلمًا بأمره ونهيه بصيرًا بحركات العالم علويه وسفليه وأشخاصه وزوافه سميعًا لأصواتهم رقيبًا على ضمائرهم وأسرارهم وأمر الممالك تحت تذديره نازل من عنده وصاعد إليه وأملاكه بين يديه تنفذ أوامره في أبطار الممالك موصوفًا بصفات الكمال منعوتًا بنعوت الجلال زهن عن العيوب والنقاط والمثال هو كما وصف نفسه في كتابه وفوق ما يصفه به خلقه حي لا يموت قيوم لا ينام عليم لا يغفى عليه مثقال ظرة في السماوات ولا في الأرض بصير يراد بيب النملة السوداء على الضفة الصمى في الليلة الظلماء سميع يسمع ضجيج الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات تامت كلماته صدقًا وعدلا لا تفاتم أن تقاط بصفات خلقه شبهًا ومثل وتعالى الذاته أن تشبه شيئًا من الذوات أصلا ووسعة الخليقة أبعاله عدلا وحكمة ورحمة وإحسانا وصدلا له الخلق والأمر وله النعمة والصدل وله الملك والحمد وله السنى والمجيد أول ليس قبله شيء آخر ليس بعده شيء ظاهر ليس فوقه شيء باطن ليس دونه شيء أثناؤه كلها أثناء مدح وحمد وثناء وتمجيد ولذلك كانت حسنا وصفاته كلها صفات كمال ونعوته نعوت جلال وأفعاله كلها حكمة ورحمة ومصلحة وعدل كل شيء من مخلوقاته تال عليه ومنشد لمن رآه بعين قصيرة إليه لم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا ولا ترك الإنسان سدا عاطلا بل خلق الخلق لقيام توحيده وعبادته وأسبب عليهم نعمه ليتوسلوا بها بشكرها إلى زيادته وكرمته تعرف إلى عباده بأنواع التعرفات وصرف لهم الآيات ونوع لهم التلالات ودعاهم إلى محبته من جميع الأبواب ومد بينه وبينهم من عهده أقوى الأسباب فأتم عليهم نعمه السابغة وأقام عليهم حجته البالغة أصاب عليهم النعمة وكتب على نفسه الرحمة وضمن الكتاب الذي كتب أن رحمتي صدقت رضبي المرتبة الثانية البصيرة في الأمر والنهي وهي تجريده عن المعارضة بتأويل أو تقليل أو هوا فلا يقوم بقلبه شبهة تعارض العلم بأمر الله ونهيه ولا شهوة تمنع من تنفيذه وابتساله والأخذ به ولا تقليل يزيحه عن بذل الجهد في طلق الأحكام من مشكات النصوص التابة الثالثة البصيرة في الوعد والوعيد وهو أن تشهد قيام الله تعالى على كل نفس بما كسبت في الخير والشر عادلا وآدلا في دار العمل ودار الجزاء وأن ذلك هو موجب إلهيته وربوبيته وعدله وحكمته فإذا انتبه وأبصر أخذ في القصد وصفق الإرادة وأجمع القصد والنية على سفر الهجرة إلى الله وعلم وتيقن أنه لا بد لهم منه فأخذ به هبة السفر وتعبئة الزاد ليوم المعاد وتدرد عن عوائق السفر وقطع العلائق التي تمنعه من الخروج فإذا استحكم قصده صار عزما جازما مستلزما للشروع في السفر مقرونا للتوكل على الله قال تعالى فإذا عزمت تتوكل على الله والعزم هو القصد الجازم المتصل بالفعل ولذلك قيل إنه أول الشروع في الحركة في طلب المقصود وحقيقة هو استجماع قوى الإرادة على الفعل والعزم نوعان عزم المريض على الدخول في الطريق وهذا من الفجايات والثاني عزم في حال السير وهو أقص من هذا