Details
#Sandalah #massacre #nakbah #marjbinamer
#Sandalah #massacre #nakbah #marjbinamer
Listen to Sandalah Massacre - 66th anniversary by Jafar Alomari MP3 song. Sandalah Massacre - 66th anniversary song from Jafar Alomari is available on Audio.com. The duration of song is 12:13. This high-quality MP3 track has 1524.31 kbps bitrate and was uploaded on 5 Sep 2023. Stream and download Sandalah Massacre - 66th anniversary by Jafar Alomari for free on Audio.com – your ultimate destination for MP3 music.
Comment
Loading comments...
في ظهيرة يوم صيفي من ايام ايلول في موسم كبت السمسم كنت مع ابي على البيضر اراقبه وهو يدخل اطراف قنبازه الرمادي المخطط وراء حجام يلفه على وسطه فينكشف سرواله بلونه الابيض ويلف حطته البيطاء على رأسه من غير العقال ليحمي رأسه من اشعة الشمس التي مالت للتو عن وسط السماء مستقبلا القبلة يحمل بين يديه دمتي سمسم قد جفتا بعد مقوث ايام طويلة في شمس الصيف الحالقة في كل يد دمه يضرب احداهما بالاخرى فتخرج حبات السمسم من قرونها التي تفتحت بعد الجفاف تنساب بلونها الذهبي متساقطة على الارض كنت اجلس على صخرة مرتفعة قبالة ابي استمتع بذلك المنظر الجميل رغم صغر سني اذ لم اكن قد اتممت الخامسة من عمري يومها في بداية هذا الشهر الذي انتصف قبل يومين دخل منهم اكبر مني بايام المدرسة وسبقوني بعام دراسي كامل جلس الى جانبي على الصخرة فخي الاكبر الذي كان مريضا يومها ولم يذهب الى المدرسة بسبب مرضه وبسبب الحر وبعد المدرسة عن القرية فقد كان اولاد قريتنا سندلة يتعلمون في مدرسة مشتركة مع ابناء قرية طيب المجاورة تقع في المرج غربي القرية على ارض تبعد حوالي كيلو متر ونصف او اكثر تعود ملكيتها لاحد كبار الملاك من منطقة جنين اقام عليها مزرعة بنى عدة مباني متقاربة وحفر فيها بئر ماء عرفت بدار التتر بعد نشوب حرب فلسطين وحدوث النكبة استعملت كمدرسة ابتدائية لطلاب القريتين كان الطلاب يخرجون في الصباح ويعودون بعد الظهر الى بيوتهم سيفا شفاءا مشيا على الاقدام اما خالي يحيا الذي كان يكبرني بثلاث سنوات فقد اجبر على الذهاب الى المدرسة في ذلك اليوم حيث كانت جدتي تعد العدة لترميم سطح بيتهم استعدادا لموسم الشتاء القادم وقد دعت لهذه المهمة عددا من نسوة العائلة ليساعدنها في جبل الطين كما جرت العادة وهي مناسبة يجتمع فيها الاقارب والجيران في الصباح لاحظ خالي تواصل النساء وبعض الرجال ليساعدوا بدورهم في رفع الطين الى السطح فاراد حضور المناسبة ليقضي يومه معهم يلعب وينرح شعرت جدتي بانه سوف يتعبهم ويسبب لهم المشاكل فأرسلته عنوة الى المدرسة وهددته بالعقاب إذا تأخر عن ذلك لغم الحر كنا نجلس مسوجين نراقب أبي وهو يهز دمة السمسم ويضرئها بالعصى ليسقط آخر حباتها ثم يأخذ دمة جديدة بيمينه وما أنهم برفع الأخرى بيساره حتى سمعنا صوتا فجار هز بويه الآفاق انتفتنا غربا باتجاه الصوت فإذا بغمانة دخان وغبار تعلو في السماء بسرعة البرق رما أبي دمة السمسم بدأ يركض غربا بكل ما أوتي من قوة قافزا من فوق الحجارة والسقور التي وقفت في طريقه كالجدار من غير أن يكلمنا أو يلتفد إلينا ما هي إلا ثوان حتى بدأ أهل القرية رجالا ونساء شيبا وسبانة يهرعون غربا باتجاه المدرسة منهم من يركب دابته وأكثرهم على الأقدام تتعالى ساخاتهم في الفضاء الذي تغير لونه واكتساب السواد وذلك الهواء الذي فاحت منه رائحة البارود والدم كانت تلك ساعة عودة الطلاب من مدرستهم فتوقن الأهالي أن مكروها قد حصل قبل أن يصل المكان ويشاهد الموت بأم أعينهم كما لم يشاهدوه في حياتهم من قبل فقد وجد الطلاب في عودتهم جسما غريبا كامنا على حافة الطريق الترابي الذي يمرون به يوميا الطريق الذي حفظ آثار أقدامهم وكان يشف حصول القمح في تلك البقعة من مرج بن عامر الجريح كان جسما غريبا يرونه لأول مرة أثار فضولهم وبدراءة الأطفال ضغضغوه ولما استعصى أبرحوه ضربا حتى انفجر بين أيديهم هناك ومن هول المصيبة غنت ورقصت النساء وهن يجمعنا مع الرجال أشلاء أبنائهم فلذات أكباتهم المضرجة بالدماء كأنما يجمعون الأقحوان القرنفر الأحمر وشقائق النعمان تقطعت وطيرت الهواء مع أوراق دفاترهم التي حملوها وسنابل القمح من حولهم جمعوا الأشلاء أحصوها فإذا هم خمسة عشر طفلا بعمر الورود إلا أنهم أجمل وأزكى من كل الورود والأزهار وضعوا الأشلاء في أكياس وبدأوا بدفنها في ظلام تلك الليلة دفنوا معها أحلامهم وأحلام أطفالهم في مقبرة القرية الأسيرة تحت الحكم العسكري الذي سعى لطمس ما جرى فلم يسمح لأحد أن يحضر مراسم الدفن غير أهل القرية الذين انفطرت قلوبهم من عمق الجراح وانهارت أجسامهم تحت حملها الثقيل فانضموا لقوافل الحزن الفلسطيني والعالم يركض من بعيد إلى لحظة واحدة غيب ما يقرب من ثلاث طلاب المدرسة من الأطفال رعيل كامل من البنين والبنات غيبهم الغادرون سلبوهم الحياة وجرح ثلاثة آخرون لم يتحمل الناس كبر الفاجع خيم الحزن على القرية سنين طوال على الحجر وعلى البشر عاشوا وعاشت المأساة معهم تغاظروا بالنسيان لكن المأساة أقوى وأكبر من أن يبتلعها النسيان كيف يمسى محزون حزنه وحمائم الحي تموح ليل نهار فمضوا ولسان حالهم يقول نموت ولا نمسى كغير من أبناء جيلي ورست المأساة صغيرا عايشتها ضقت أحزان الكبار أحسست أوجاعهم علمت أخبارهم كيف ناموا كيف قاموا كيف عاشوا وكيف ماتوا هذه جدة التي أنستها الأيام أني حفيبها ولم تعد تعرف أحدا حتى جدي بلغت من الكبر عديا نسيت كل من حولها لكنها لم تنس قط ما حدث وجدتها يوما تنهمر الدموع من عينيها وهي تبحث عن صغير لها خرج ولم يعد وتسألني إن كنت قد رأيته أو أعرف شيئا عنه أعرف يا جدتي وأذكر جيدا أن من تبحثين عنه قد وعدني يومها أن ينصب لي أرجوحة على أرصان تينتنا وجهز لذلك الحبال والخيطان كيف أنسى كيف أنسى ذكرياتي وهي تأبى النسيان لله درك يا جدتي ولله درك يا عماه يا من فقدت ثلاثة في يوم واحد عينك وكبدك وفؤادك ما أصبرك كيف تحملت ما تنفطر له الصخور وتنوء بحمله الجبال لا تنوموه حاول الجنات الغادرون إقناع الناس بأن الجريمة كانت قضاء وقدر وما عليهم إلا الرضا بأقدارهم والتزام السكوت والنسيان من حاول أن يسأل أسكتوه طارة بالترغيب وبالترهيب طارات مارس التهديد والوعيد أشغل الناس بلقمة العيش الممزوجة بهواجس الخوف والإرهاب لكن الناس صبروا وفي داخلهم جمارات حزن ولهيب غطب فالت دماء الأطفال بللت حقائبهم والدفاتر وفقت مرج بن عامر فجرى بها الوادي ليصب في النهر العظيم الذي لا زالت وستبقى غوافده تزباد كل يوم حتى يفيضك الطوفان يجرف معه الظلم والظالمين ويلقي بهم في غواهب البحار ويطفئ غضب المظلومين لتزهر أحزانهم وتتفتح على غد مشرق قريب هو بالباب واقف ورد منه خائف فهديه عواصف ترجمة نانسي قنقر
There are no comments yet.
Be the first! Share your thoughts.